بسم الله الرحمن الرحيم وبه أستعين، إنسان أخضر يرحب بكم في مدونة العالم الأخضر؛ للتذكير فقط أضيف من آن لآخر روابط غنية بالأفكار والمعلومات أدعوكم إلى زيارتها إن شئتم، وهذه تشكراتي وتحياتي الخضراء
الأخضر يحترم كل الألوان؛ولا يطغى عليها؛ فهو مسالم بامتياز

ترجمة إلى 35 لغة

بحث في العالم الأخضر وقوقل

الخميس، 22 أكتوبر 2009

قصيدة إمام الهدى : الشاعر عباس الجنابي

قصيدة إمامُ الهُدى : الشاعر عباس الجنابي



تأبى الحُروفُ وتسْتعصـي معانيهـا

حتّى ذكَرْتُـك فانْهالـتْ قوافيهـا

(محمّدٌ) قُلْتُ فاخْضرّت رُبى لُغتـي

وسالَ نَهْـرُ فُـرات فـي بواديهـا

فكيفَ يجْدبُ حَرْفٌ أنْـتَ مُلهِمُـهُ

وكيفَ تظمـأ روحٌ أنـتَ ساقيهـا

تفتحتْ زهـرةُ الألفـاظِ فـاحَ بهـا

مِسْكٌ من القُبّـة الخضـراء يأتيهـا

وضجّ صـوتٌ بهـا دوّى فزلزلهـا

وفجـرّ الغـار نبعـا فـي فيافيهـا

تأبّدتْ أممٌ في الشركِ مـا بقيـتْ

لو لمْ تكُن يـا رسـول الله هاديهـا

أنقذتَها من ظلام الجهلِ سرْتَ بهـا

إلى ذ ُرى النور فانجابت دياجيها

أشرقتَ فيها إمامـا للهُدى ،،علَمـاً

ما زال يخفِق ُ زهوا فـي سواريهـا

وحّدْ ت بالدين والإيمـان موقفهـا

ومنْ سواك علـى حُـب يؤاخيهـا

كُنت الامامَ لها في كـلّ معْتَـرَكٍ

وكنت أسـوة قاصيهـا ودانيهـا

في يوم بدر دحرتَ الشركَ مقتدرا

طودا وقفْتَ وأعلى مـن عواليهـا

رميـتّ قبضـة حصبـاءِ بأعْيُنـهـا

فاسّاقطتْ وارتوت منهُا مواضيهـا

وما رميتَ ولكـنّ القديـر رمـى

ولـمْ تخِـب رمـيـة ٌ الله راميـهـا

هو الذي أنشـأ الأكـوانَ قُدرتُـهُ

طيّ السجل إذا مـا شـاء يطويهـا

ياخاتمَ الأنبيـاءِ الفـذ ّ مـا خُلقـتْ

أرضٌ ولا ثُبّتـتْ فيهـا رواسيـهـا

إلاّ لأنـك آتيهـا رســولَ هُــدىً

طوبـى لهـا وحبيـب الله آتيـهـا

حقائقُ الكون لم تُـدركْ طلاسمُهـا

لولا الحديثُ ولم تُكشفْ خوافيهـا

حُبيـتَ منْزلـة ًلاشيـئَ يعْدلُـهـا

لأنّ ربّ المثانـي السّبـع حابيهـا

ورفْعة ً منْ جبين الشمْـس مطلعُهـا

لا شيئ في كوننا الفاني يُضاهيهـا

ياواقفـاً بجـوار العـرْش هيبـتُـهُ

مـنْ هيبـة الله لا تُرقـى مراقيهـا

مكانة لم ينلها فـي الـورى بشـرٌ

سواكَ في حاضر الدُنيا وماضيهـا

بنيت للديـن مجـدا أنـت هالتُـهُ

ونهضـة لـم تـزل لليـوم راعيهـا

سيوفُك العـدلُ والفـاروقُ هامتُـهُ

والهاشميّ الـذي للبـاب داحيهـا

وصاحبُ الغـار لا تُحصـى مناقبُـهُ

مؤسسُ الدولـة الكبـرى وبانيهـا

وجامعُ الذكر عُثمـانٌ أخـو كـرمٍ

كم غزوة بثياب الحـرْب كاسيهـا

ياسيدي يارسول الله كـمْ عصفـت

بـي الذنـوبُ وأغوتنـي ملاهيهـا

وكـمْ تحملـتُ أوزارا ينـوءُ بهـا

عقلي وجسمي وصادتني ضواريهـا

لكن حُبّكَ يجري في دمـي وأنـا

من غيره موجة ٌ ضاعـت شواطيهـا

يا سيدي يا رسـول الله يشفـعُ لـي

أني اشتريتُك بالدُنيـا ومـا فيهـا


قصيدة ولد الهدى : الشاعر أحمد شوقي


قصيدة ولد الهدى : الشاعر أحمد شوقي


وُلِـد الُهدى ، فالكائنات ضياء .... وفــــــم الزمان تَبَسُّمٌ وثناءُ




الروح والملأ الملائـك حـوله .... للـــديــــــن والدنيا به بُشـراء



والعيش يزهو، والحظيرة تزدهي .... والمنتهى والسِّـدرة العصماء



والوحي يقطر سلسلاً من سَلْسَلٍ .... واللوح والقلم البديع رُواء



يا خير من جاء الوجود تحية .... من مرسلين إلى الهدى بك جاءوا



يومٌ يتيه على الزمان صبـاحُه .... ومســاؤه بمحمــد وضـــــــاءُ



ذُعِرت عروس الظالمين فزُلزلت .... وعلـت على تيجانهم أصـداء



نعـم اليتيم بدت مخايل فضلِه .... واليـتم رزق بعضه و ذكــــــاء



يا من له الأخلاق ما تهوى العلا .... منها وما يتعشق الكبـراء



لو لم يُقم دينًا ، لقامت وحدها .... دينا تضــيء بنوره الآنــــــاء



زانتك في الخُلُق العظيم شمائلٌ .... يُغري بهن ويُولع الكـرماء



فإذا سخوت بلغت بالجود المدى .... وفعلت ما لا تفعل الأنواء



وإذا عفوت فقـادرا، ومقدَّرًا .... لا يستهين بعفوك الجــهـــــلاء



وإذا رحمــت فـأنت أمٌّ أو أبٌ .... هـذان فـي الدنيا هما الرحماء



وإذا غضبت فإنما هي غَضبة .... في الحب، لا ضغن ولا بغضاء



وإذا خطبت فللمنابر هـزة .... تعرو الندِيَّ وللقـــلـــــوب بكــاء



وإذا قضيت فلا ارتيابَ كأنما .... جاء الخصومَ من السـماء قضاءُ



وإذا حميـت الماء لم يُورَدْ، ولو .... أن القياصر والملوك ظماء



وإذا أجرت فأنت بيـت الله، لـم .... يدخل عليه المسـتجير عـداء



وإذا أخذت العهد أو أعطيـته .... فجميـع عهدك ذمـة و وفـــــاء



يا أيها الأمي، حســبك رتـبةً .... فـي العلم أن دانت بك العلماء



الذكـر ربك الكبرى التي .... فيها لباغي المعجـزات غنــــاء



صدر البيان له إذا التقت اللُّغى .... وتقـدم البلغــــاء والفصـحاء



حسدوا فقـالوا شاعرٌ أو ساحر .... ومن الحســود يكون الاستهزاء



ديـــــن يشيِّد آيـة فــي آيـة .... لبناته الســـــورات والأضـواء



الحق فيه هو الأساس، وكيف لا .... والله جـل جلاله البَــنَّـــــاءُ


قصيدة نهج البردة : الشاعر أحمد شوقي

قصيدة نهج البردة : الشاعر أحمد شوقي




ريــــــــــمٌ عَـــــلـــــى الـــــقــــاعِ بَـــــيــــنَ الـــــبــــانِ iiوَالـــعَـــلَـــمِ




أَحَـــــــــلَّ سَـــــفــــكَ دَمـــــــــي فـــــــــي الأَشـــــهُــــرِ iiالـــــحُــــرُمِ






رَمــــــــــــى الــــقَــــضــــاءُ بِـــعَـــيـــنَـــي جُـــــــــــؤذَرٍ أَسَـــــــــــدا


يـــــــــــا ســــــاكِـــــنَ الــــــقـــــاعِ أَدرِك ســــــاكِـــــنَ iiالأَجَــــــــــمِ






لَـــــــمّــــــا رَنـــــــــــــا حَــــدَّثَـــتـــنـــي الـــــنَــــفــــسُ قــــائِــــلَــــةً


يـــــــــا وَيـــــــــحَ جَـــنـــبِـــكَ بِــالــسَــهــمِ الــمُــصــيــبِ iiرُمــــــــي






جَـــحَـــدتُـــهـــا وَكَــــتَــــمــــتُ الــــسَــــهـــمَ فـــــــــــي كَــــــبِـــــدي


جُــــــــــــرحُ الأَحِــــــبَّــــــةِ عِــــــنــــــدي غَــــــيـــــرُ ذي iiأَلَـــــــــــمِ






رُزِقــــــــتَ أَســــمَـــحَ مـــــــا فـــــــي الــــنـــاسِ مِـــــــن iiخُــــلُـــقٍ


إِذا رُزِقـــــــــــتَ اِلــــتِــــمـــاسَ الــــــعُـــــذرِ فــــــــــي iiالــــشِـــيَـــمِ






يــــــــــا لائِـــــمـــــي فــــــــــي هَــــــــــواهُ وَالـــــهَـــــوى قَـــــــــدَرٌ


لَـــــــــو شَـــــفَّــــكَ الـــــوَجــــدُ لَــــــــم تَــــعــــذِل وَلَــــــــم تَــــلُــــمِ






لَـــــــقَـــــــد أَنَـــــلـــــتُــــكَ أُذنــــــــــــــاً غَـــــــيــــــرَ واعِـــــــيَــــــةٍ


وَرُبَّ مُــــنــــتَــــصِـــتٍ وَالـــــقَـــــلـــــبُ فـــــــــــــــي صَـــــــمَـــــــمِ






يـــــــــا نـــــاعِــــسَ الــــطَــــرفِ لا ذُقــــــــتَ الــــهَــــوى iiأَبَــــــــداً


أَســـــهَــــرتَ مُـــضـــنـــاكَ فــــــــي حِــــفــــظِ الــــهَــــوى iiفَــــنَــــمِ






أَفــــــديــــــكَ إِلــــــفــــــاً وَلا آلــــــــــــو الــــخَــــيــــالَ iiفِــــــــــــدىً


أَغــــــــــــراكَ بـــاِلـــبُـــخـــلِ مَـــــــــــن أَغـــــــــــراهُ بِــــالــــكَـــرَمِ






سَــــــــــــرى فَــــــصــــــادَفَ جُــــــرحـــــاً دامِــــــيـــــاً iiفَــــــأَســـــا


وَرُبَّ فَــــــــضـــــــلٍ عَــــــــلـــــــى الـــــعُـــــشّـــــاقِ لِــــلــــحُـــلُـــمِ






مَـــــــــــــنِ الــــمَــــوائِــــسُ بــــــانــــــاً بِــــالــــرُبــــى وَقَــــــنــــــاً


الـــــلاعِـــــبــــاتُ بِـــــــروحـــــــي الــــســــافِـــحـــاتُ iiدَمـــــــــــــي






الـــــســـــافِـــــراتُ كَـــــأَمـــــثـــــالِ الـــــــبُـــــــدورِ iiضُـــــــحـــــــىً


يُـــــغِـــــرنَ شَـــــمـــــسَ الــــضُـــحـــى بِـــالــحَــلــيِ iiوَالـــعِـــصَـــمِ






الــــــقــــــاتِـــــلاتُ بِــــــأَجــــــفـــــانٍ بِـــــــــهــــــــا iiسَـــــــــقَــــــــمٌ


وَلِــــلــــمَـــنِـــيَّـــةِ أَســـــــــبــــــــابٌ مِـــــــــــــــــنَ الــــــسَـــــقَـــــمِ






الــــــعـــــاثِـــــراتُ بِــــــأَلـــــبـــــابِ الــــــــرِجــــــــالِ iiوَمـــــــــــــــا


أُقِـــــلـــــنَ مِــــــــــن عَـــــثَــــراتِ الـــــــــدَلِّ فـــــــــي iiالـــــرَسَــــمِ






الــــمُــــضـــرِمـــاتُ خُــــــــــــــدوداً أَســـــــفَـــــــرَت iiوَجَـــــــلَــــــت


عَـــــــــــــن فِــــتــــنَــــةٍ تُــــســــلِــــمُ الأَكــــــبــــــادَ iiلِــــلــــضَــــرَمِ






الـــــحـــــامِـــــلاتُ لِـــــــــــــــواءَ الـــــحُـــــســـــنِ iiمُـــخـــتَـــلِـــفــاً


أَشـــــكــــالُــــهُ وَهــــــــــــوَ فَــــــــــــردٌ غَــــــيــــــرُ iiمُـــنـــقَـــسِـــمِ






مِــــــــــــن كُــــــــــــلِّ بَــــيــــضــــاءَ أَو سَــــــمـــــراءَ iiزُيِّــــنَــــتـــا


لِــــلــــعَـــيـــنِ وَالـــــحُــــســــنُ فـــــــــــــي الآرامِ iiكَــــالـــعُـــصُـــمِ






يُــــــرَعـــــنَ لِـــلـــبَـــصَــرِ الــــســــامـــي وَمِـــــــــــن iiعَـــــجَـــــبٍ


إِذا أَشَــــــــــــــــرنَ أَسَـــــــــــــــرنَ الـــــلَـــــيـــــثَ iiبِــــالــــغَــــنَـــمِ






وَضَــــــعـــــتُ خَـــــــــــدّي وَقَــــسَّــــمـــتُ الــــــفُـــــؤادَ رُبـــــــــــيً


يَــــرتَــــعـــنَ فــــــــــي كُـــــنُـــــسٍ مِـــــنـــــهُ وَفــــــــــي iiأَكَــــــــــمِ






يــــــــــــا بِــــــنــــــتَ ذي الــــلَــــبَــــدِ الـــمُـــحَـــمّـــى iiجــــانِــــبُـــهُ


أَلـــــقــــاكِ فـــــــــي الـــــغــــابِ أَم أَلـــــقــــاكِ فـــــــــي الأُطُــــــــمِ






مــــــــــا كُـــــنـــــتُ أَعـــــلَـــــمُ حَـــــتّـــــى عَــــــــــنَّ مَـــســـكَــنُــهُ


أَنَّ الـــــمُـــــنــــى وَالــــمَــــنـــايـــا مَـــــــضـــــــرِبُ iiالـــــخِـــــيَــــمِ






مَـــــــــن أَنـــــبَــــتَ الـــغُـــصــنَ مِــــــــن صَــمــصــامَــةٍ iiذَكَــــــــرٍ


وَأَخــــــــــــرَجَ الــــــريــــــمَ مِـــــــــــن ضِــــرغــــامَـــةٍ قَـــــــــــرِمِ






بَــــيـــنـــي وَبَــــيـــنُـــكِ مِــــــــــن سُـــــمــــرِ الـــقَـــنـــا حُـــــجُــــبٌ


وَمِـــــثــــلُــــهــــا عِــــــــفَّــــــــةٌ عُــــــــذرِيَّــــــــةُ iiالــــــعِـــــصَـــــمِ






لَـــــــــم أَغـــــــــشَ مَـــغـــنــاكِ إِلّا فــــــــي غُــــضــــونِ كِــــــــرىً


مَــــــغـــــنـــــاكَ أَبــــــــعَــــــــدُ لِـــلـــمُـــشـــتـــاقِ مِـــــــــــــــن إِرَمِ






يـــــــــــا نَـــــفـــــسُ دُنـــــيـــــاكِ تُــــخـــفـــى كُــــــــــلَّ مُـــبـــكِــيَــةٍ


وَإِن بَــــــــــــدا لَــــــــــــكِ مِــــنــــهــــا حُــــــســــــنُ iiمُـــبـــتَـــسَـــمِ






فُــــــضّــــــي بِــــتَــــقــــواكِ فــــــاهــــــاً كُــــلَّــــمـــا ضَــــحِــــكَـــت


كَــــــــمـــــــا يَــــــــفُـــــــضُّ أَذى الـــــرَقـــــشـــــاءِ iiبِـــــالـــــثَــــرَمِ






مَـــخـــطـــوبَـــةٌ مُــــــنــــــذُ كــــــــــــانَ الــــــنـــــاسُ خــــاطِــــبَـــةٌ


مِــــــــــن أَوَّلِ الـــــدَهـــــرِ لَــــــــــم تُـــــرمِـــــل وَلَـــــــــم iiتَـــــئَــــمِ






يَــــفــــنــــى الــــــزَمـــــانُ وَيَــــبــــقـــى مِـــــــــــن إِســــاءَتِــــهـــا


جُـــــــــــــرحٌ بِـــــــــــــآدَمَ يَــــبــــكــــي مِــــــنــــــهُ فــــــــــــي الأَدَمِ






لا تَــــــحــــــفَـــــلـــــي بِــــــجَــــــنـــــاهـــــا أَو جِـــــنــــايَــــتِــــهــــا


الــــــمَـــــوتُ بِــــالــــزَهـــرِ مِــــــثـــــلُ الــــــمَـــــوتِ iiبِـــالـــفَــحَــمِ






كَـــــــــــــم نــــــائِــــــمٍ لا يَــــــراهــــــا وَهــــــــــــيَ iiســــــاهِــــــرَةٌ


لَـــــــــــــولا الأَمـــــــانِــــــيُّ وَالأَحـــــــــــــلامُ لَــــــــــــم iiيَــــــنَــــــمِ






طَـــــــــــــوراً تَــــــمُــــــدُّكَ فــــــــــــي نُــــعــــمــــى iiوَعــــافِــــيَــــةٍ


وَتــــــــــــارَةً فــــــــــــي قَــــــــــــرارِ الــــــبُـــــؤسِ وَالــــــوَصَـــــمِ






كَــــــــــــم ضَـــلَّـــلَـــتـــكَ وَمَــــــــــــن تُــــحــــجَـــب iiبَـــصـــيـــرَتُــهُ


إِن يَــــــلــــــقَ صــــــابــــــا يَـــــــــــرِد أَو عَـــلـــقَـــمــاً iiيَــــــسُـــــمُ






يـــــــــــــا وَيـــــلَــــتــــاهُ لِـــنَـــفـــســـي راعَــــــهــــــا iiوَدَهــــــــــــا


مُــــــســـــوَدَّةُ الــــصُــــحـــفِ فـــــــــــي مُـــبـــيَـــضَّــةِ iiالــــلَـــمَـــمِ






رَكَـــضـــتُـــهــا فـــــــــــي مَــــــريـــــعِ الـــمَــعــصِــيــاتِ وَمــــــــــا


أَخَــــــــــــذتُ مِــــــــــــن حِــــمــــيَـــةِ الــــطــــاعـــاتِ iiلِـــلـــتُـــخَــمِ






هـــــــامَــــــت عَــــــلــــــى أَثَــــــــــــرِ الــــــلَــــــذّاتِ تَـــطـــلُــبُــهــا


وَالــــنَــــفـــسُ إِن يَــــدعُـــهـــا داعــــــــــي الــــصِـــبـــا iiتَـــــهِـــــمِ






صَــــــــــــــــلاحُ أَمـــــــــــــــرِكَ لِــــــــلأَخـــــــلاقِ مَـــــرجِـــــعُـــــهُ


فَــــــــقَــــــــوِّمِ الــــــنَـــــفـــــسَ بِــــــــالأَخــــــــلاقِ تَــــســــتَــــقِـــمِ






وَالـــنَـــفـــسُ مِـــــــــن خَـــيـــرِهـــا فـــــــــي خَـــــيــــرِ iiعـــافِـــيَــةٍ


وَالـــنَـــفـــسُ مِـــــــــن شَـــــرِّهــــا فـــــــــي مَـــــرتَــــعٍ iiوَخِـــــــــمِ






تَــــطــــغــــى إِذا مُــــكِّــــنَــــت مِــــــــــــن لَــــــــــــذَّةٍ iiوَهَـــــــــــوىً


طَــــــغـــــيَ الــــجِــــيـــادِ إِذا عَــــــضَّـــــت عَـــــلـــــى الــــشُـــكُـــمِ






إِن جَــــــــــلَّ ذَنـــــبــــي عَـــــــــنِ الـــغُـــفـــرانِ لـــــــــي أَمَـــــــــلٌ


فــــــــــي الـــــلَـــــهِ يَــجــعَــلُــنــي فـــــــــي خَـــــيــــرِ مُـــعــتَــصِــمِ






أَلــــــقــــــى رَجــــــائـــــي إِذا عَـــــــــــزَّ الـــمُـــجـــيــرُ عَــــــلـــــى


مُــــــفَـــــرِّجِ الــــــكَـــــرَبِ فـــــــــــي الــــــدارَيـــــنِ iiوَالــــغَــــمَـــمِ






إِذا خَــــــفَـــــضـــــتُ جَــــــــنــــــــاحَ الــــــــــــــــذُلِّ أَســــــــأَلُـــــــهُ


عِــــــــــزَّ الـــشَـــفــاعَــةِ لَـــــــــم أَســـــــــأَل سِـــــــــوى iiأُمَـــــــــمِ






وَإِن تَـــــــــــقَـــــــــــدَّمَ ذو تَـــــــــــقــــــــــوى iiبِــــــصـــــالِـــــحَـــــةٍ


قَـــــــدَّمـــــــتُ بَـــــــيــــــنَ يَـــــــدَيــــــهِ عَـــــــبــــــرَةَ iiالـــــــنَــــــدَمِ






لَـــــــزِمــــــتُ بــــــــــــابَ أَمــــــيــــــرِ الأَنــــبِــــيــــاءِ iiوَمَــــــــــــن


يُـــــمــــسِــــك بِــــمِـــفـــتـــاحِ بــــــــــــابِ الــــــلَــــــهِ iiيَـــغـــتَـــنِـــمِ






فَــــــــكُــــــــلُّ فَــــــــضــــــــلٍ وَإِحــــــــســــــــانٍ وَعــــــــارِفَــــــــةٍ


مــــــــــــــا بَـــــــيــــــنَ مُــــســـتَـــلِـــمٍ مِـــــــنــــــهُ iiوَمُـــــلــــتَــــزِمِ






عَــــلَّــــقـــتُ مِــــــــــن مَـــــدحِـــــهِ حَـــــبـــــلاً أُعَــــــــــزُّ iiبِــــــــــهِ


فــــــــــــي يَــــــــــــومِ لا عِــــــــــــزَّ بِــــالأَنــــســـابِ iiوَالــــلُــــحَـــمِ






يُـــــــــــزري قَــــريــــضـــي زُهَــــــيـــــراً حــــــيـــــنَ iiأَمـــــدَحُـــــهُ


وَلا يُــــــقــــــاسُ إِلــــــــــــى جــــــــــــودي لَــــــــــــدى iiهَـــــــــــرِمِ






مُــــــحَـــــمَّـــــدٌ صَــــــــفــــــــوَةُ الــــــــبـــــــاري وَرَحـــــمَـــــتُـــــهُ


وَبُــــغـــيَـــةُ الـــــلَـــــهِ مِــــــــــن خَـــــلـــــقٍ وَمِــــــــــن iiنَـــــسَــــمِ






وَصـــــاحِـــــبُ الـــــحَـــــوضِ يَــــــــــومَ الـــــرُســـــلِ iiســــائِـــلَـــةٌ


مَــــــتـــــى الـــــــــــوُرودُ وَجِــــبــــريـــلُ الأَمــــــيـــــنُ iiظَـــــمـــــي






سَــــــــنــــــــاؤُهُ وَسَــــــــنــــــــاهُ الـــــشَـــــمـــــسُ iiطـــــالِـــــعَـــــةً


فَــــالـــجِـــرمُ فـــــــــي فَـــــلَــــكٍ وَالـــــضَــــوءُ فـــــــــي iiعَـــــلَــــمِ






قَـــــــــــد أَخــــــطَـــــأَ الــــنَـــجـــمَ مــــــــــا نـــــالَـــــت iiأُبُـــــوَّتُـــــهُ


مِــــــــــن سُــــــــــؤدُدٍ بــــــــــاذِخٍ فــــــــــي مَــــظـــهَـــرٍ iiسَـــــنِــــمِ






نُـــــمــــوا إِلَـــــيــــهِ فَـــــــــزادوا فـــــــــي الـــــــــوَرى شَـــــرَفــــاً


وَرُبَّ أَصــــــــــــلٍ لِــــــفَـــــرعٍ فـــــــــــي الــــفَــــخـــارِ iiنُــــــمـــــي






حَــــــــــــواهُ فــــــــــــي سُــــبُــــحــــاتِ الــــطُــــهــــرِ iiقَـــبـــلَـــهُـــمُ


نــــــــــــورانِ قــــــامـــــا مَــــــقـــــامَ الــــصُــــلـــبِ وَالــــــرَحِـــــمِ






لَـــــــــمّـــــــــا رَآهُ بَــــــحــــــيـــــرا قـــــــــــــــــالَ iiنَــــــعــــــرِفُـــــهُ


بِــــــمــــــا حَـــفِـــظـــنـــا مِــــــــــــنَ الأَســــــمـــــاءِ iiوَالــــسِــــيَـــمِ






سائِل حِراءَ وَروحَ القُدسِ هَل عَلِما مَصونَ سِرٍّ عَنِ الإِدراكِ مُنكَتِمِ


كَـــــــــــــم جـــــيــــئَــــةٍ وَذَهــــــــــــابٍ شُــــــرِّفَــــــت iiبِــــهِــــمــــا


بَــــطــــحـــاءُ مَــــــكَّـــــةَ فـــــــــــي الإِصــــــبـــــاحِ iiوَالــــغَــــسَـــمِ






وَوَحـــــــشَــــــةٍ لِاِبــــــــــــنِ عَــــــبــــــدِ الــــــلَــــــهِ iiبـــيـــنَــهُــمــا


أَشـــــهـــــى مِــــــــــنَ الأُنــــــــــسِ بِــــالأَحـــســـابِ iiوَالـــحَـــشَـــمِ






يُــــســــامِــــرُ الــــــوَحــــــيَ فــــيــــهــــا قَــــــبــــــلَ iiمَـــهـــبِـــطِــهِ


وَمَــــــــــــن يُــــبَــــشِّــــر بِـــســـيـــمـــى الــــخَــــيــــرِ iiيَــــتَّــــسِـــمِ






لَـــــمّــــا دَعـــــــــا الـــصَـــحــبُ يَــســتَــسـقـونَ مِــــــــن iiظَــــمَــــإٍ


فــــــاضَــــــت يَــــــــــــداهُ مِــــــــــــنَ الـــتَـــســنــيــمِ iiبِـــالـــسَـــنَــمِ






وَظَـــــلَّــــلَــــتــــهُ فَـــــــــصــــــــارَت تَــــســــتَــــظِــــلُّ iiبِــــــــــــــــهِ


غَــــــمــــــامَـــــةٌ جَـــــذَبَــــتــــهــــا خـــــــــيــــــــرَةُ iiالــــــــدِيَــــــــمِ






مَــــــحَــــــبَّـــــةٌ لِـــــــــرَســــــــولِ الــــــــلَــــــــهِ iiأُشــــــرِبَـــــهـــــا


قَــــعــــائِــــدُ الــــــدَيــــــرِ وَالــــرُهــــبــــانُ فـــــــــــي iiالــــقِــــمَـــمِ




قصيدة البردة : الشاعر البوصيري

قصيدة البردة : الشاعر البوصيري



مولاي صلي وسلم دائماً أبدا على حبيبك خير الخلق كلهم

أمن تذكر جيرانٍ بذى سلم مزجت دمعا جَرَى من مقلةٍ بدم

َمْ هبَّت الريحُ مِنْ تلقاءِ كاظمةٍ وأَومض البرق في الظَّلْماءِ من إِضم

فما لعينيك إن قلت اكْفُفاهمتا وما لقلبك إن قلت استفق يهم

أيحسب الصب أن الحب منكتم ما بين منسجم منه ومضطرم

لولا الهوى لم ترق دمعاً على طللٍ ولا أرقت لذكر البانِ والعلمِ

فكيف تنكر حباً بعد ما شهدت به عليك عدول الدمع والسقمِ

وأثبت الوجد خطَّيْ عبرةٍ وضنى مثل البهار على خديك والعنم

نعم سرى طيف من أهوى فأرقني والحب يعترض اللذات بالألمِ

يا لائمي في الهوى العذري معذرة مني إليك ولو أنصفت لم تلمِ

عدتك حالي لا سري بمستتر عن الوشاة ولا دائي بمنحسم

محضتني النصح لكن لست أسمعهُ إن المحب عن العذال في صممِ

إنى اتهمت نصيح الشيب في عذلي والشيب أبعد في نصح عن التهتمِ



في التحذير من هوى النفس



مولاي صلي وسلم دائماً أبدا على حبيبك خير الخلق كلهم

فإن أمارتي بالسوءِ ما أتعظت من جهلها بنذير الشيب والهرم

ولا أعدت من الفعل الجميل قرى ضيف ألم برأسي غير محتشم

لو كنت أعلم أني ما أوقره كتمت سراً بدا لي منه بالكتمِ

من لي برِّ جماحٍ من غوايتها كما يردُّ جماح الخيلِ باللُّجُم

فلا ترم بالمعاصي كسر شهوتها إن الطعام يقوي شهوة النَّهم

والنفس كالطفل إن تهملهُ شبَّ على حب الرضاعِ وإن تفطمهُ ينفطم

فاصرف هواها وحاذر أن توليه إن الهوى ما تولى يصم أو يصم

وراعها وهي في الأعمالِ سائمةٌ وإن هي استحلت المرعى فلا تسم

كم حسنت لذةً للمرءِ قاتلة من حيث لم يدرِ أن السم فى الدسم

واخش الدسائس من جوعٍ ومن شبع فرب مخمصةٍ شر من التخم

واستفرغ الدمع من عين قد امتلأت من المحارم والزم حمية الندمِ

وخالف النفس والشيطان واعصهما وإن هما محضاك النصح فاتَّهِم

ولا تطع منهما خصماً ولا حكماً فأنت تعرف كيد الخصم والحكم

أستغفر الله من قولٍ بلا عملٍ لقد نسبتُ به نسلا ًلذي عُقُم

أمْرتُك الخير لكن ما ائتمرت به وما استقمت فما قولى لك استقمِ

ولا تزودت قبل الموت نافلةً ولم أصل سوى فرض ولم اصم



في مدح سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم



مولاي صلي وسلم دائماً أبدا على حبيبك خير الخلق كلهم

ظلمت سنة من أحيا الظلام إلى أن اشتكت قدماه الضر من ورم

وشدَّ من سغب أحشاءه وطوى تحت الحجارة كشحاً مترف الأدم

وراودته الجبال الشم من ذهبٍ عن نفسه فأراها أيما شمم

وأكدت زهده فيها ضرورته إن الضرورة لا تعدو على العصم

وكيف تدعو إلى الدنيا ضرورة من لولاه لم تخرج الدنيا من العدمِ

محمد سيد الكونين والثقلي ن والفريقين من عرب ومن عجمِ

نبينا الآمرُ الناهي فلا أحدٌ أبر في قولِ لا منه ولا نعم

هو الحبيب الذي ترجى شفاعته لكل هولٍ من الأهوال مقتحم

دعا إلى الله فالمستمسكون به مستمسكون بحبلٍ غير منفصم

فاق النبيين في خلقٍ وفي خُلُقٍ ولم يدانوه في علمٍ ولا كرم

وكلهم من رسول الله ملتمسٌ غرفاً من البحر أو رشفاً من الديمِ

وواقفون لديه عند حدهم من نقطة العلم أو من شكلة الحكم

فهوالذي ت م معناه وصورته ثم اصطفاه حبيباً بارئُ النسم

منزهٌ عن شريكٍ في محاسنه فجوهر الحسن فيه غير منقسم

دع ما ادعثه النصارى في نبيهم واحكم بما شئت مدحاً فيه واحتكم

وانسب إلى ذاته ما شئت من شرف وانسب إلى قدره ماشئت من عظم

فإن فضل رسول الله ليس له حدٌّ فيعرب عنه ناطقٌ بفم

لو ناسبت قدره آياته عظماً أحيا اسمه حين يدعى دارس الرمم

لم يمتحنا بما تعيا العقول به حرصاً علينا فلم نرْتب ولم نهمِ

أعيا الورى فهم معناه فليس يرى في القرب والبعد فيه غير منفحم

كالشمس تظهر للعينين من بعُدٍ صغيرةً وتكل الطرف من أمم

وكيف يدرك في الدنيا حقيقته قومٌ نيامٌ تسلوا عنه بالحلمِ

فمبلغ العلم فيه أنه بشرٌ وأنه خير خلق الله كلهمِ

وكل آيٍ أتى الرسل الكرامبها فإنما اتصلت من نوره بهم

فإنه شمس فضلٍ هم كواكبها يظهرن أنوارها للناس في الظلم

أكرم بخلق نبي ّزانه خلقٌ بالحسن مشتمل بالبشر متسم

كالزهر في ترفٍ والبدر في شرفٍ والبحر في كرمٍ والدهر في همم

كانه وهو فردٌ من جلالته في عسكر حين تلقاه وفي حشم

كأنما اللؤلؤ المكنون فى صدفٍ من معدني منطق منه ومبتسم

لا طيب يعدل تُرباً ضم أعظمهُ طوبى لمنتشقٍ منه وملتثمِ



في مولده عليه الصلاة والسلام



مولاي صلي وسلم دائماً أبدا على حبيبك خير الخلق كلهم

أبان موالده عن طيب عنصره يا طيب مبتدأ منه ومختتم

يومٌ تفرَّس فيه الفرس أنهم قد أنذروا بحلول البؤْس والنقم

وبات إيوان كسرى وهو منصدعٌ كشمل أصحاب كسرى غير ملتئم

والنار خامدة الأنفاس من أسفٍ عليه والنهر ساهي العين من سدم

وساءَ ساوة أن غاضت بحيرتها ورُد واردها بالغيظ حين ظمي

كأن بالنار ما بالماء من بلل حزناً وبالماء ما بالنار من ضرمِ

والجن تهتف والأنوار ساطعةٌ والحق يظهر من معنى ومن كلم

عموا وصموا فإعلان البشائر لم تسمع وبارقة الإنذار لم تُشَم

من بعد ما أخبره الأقوام كاهِنُهُمْ بأن دينهم المعوجَّ لم يقمِ

وبعد ما عاينوا في الأفق من شهب منقضةٍ وفق ما في الأرض م نصنم

حتى غدا عن طريق الوحى منهزمٌ من الشياطين يقفو إثر منهزم

كأنهم هرباً أبطال أبرهةٍ أوعسكرٌ بالحصى من راحتيه رمى

نبذاً به بعد تسبيحٍ ببطنهما نبذ المسبِّح من أحشاءِ ملتقم



في معجزاته صلى الله عليه وسلم



مولاي صلي وسلم دائماً أبدا على حبيبك خير الخلق كلهم

جاءت لدعوته الأشجار ساجدة تمشى إليه على ساقٍ بلا قدم

كأنَّما سطرت سطر اًلما كتبت فروعها من بديع الخطِّ في اللقم

مثل الغمامة أنَّى سار سائرة تقيه حر وطيسٍ للهجير حَم

أقسمت بالقمر المنشق إن له من قلبه نسبةً مبرورة القسمِ

وما حوى الغار من خير ومن كرم وكل طرفٍ من الكفار عنه عم

فالصِّدْقُ في الغار والصِّدِّيقُ لم يرما وهم يقولون ما بالغار من أرم

ظنوا الحمام وظنوا العنكبوت على خير البرية لم تنسج ولم تحم

وقاية الله أغنت عن مضاعفةٍ من الدروع وعن عالٍ من الأطُم

ما سامنى الدهر ضيماً واستجرت به إلا ونلت جواراً منه لم يضم

ولا التمست غنى الدارين من يده إلا استلمت الندى من خير مستلم

لا تنكر الوحي من رؤياه إن له قلباً إذا نامت العينان لم ينم

وذاك حين بلوغٍ من نبوته فليس ينكر فيه حال محتلم

تبارك الله ما وحيٌ بمكتسبٍ ولا نبيٌّ على غيبٍ بمتهم

كم أبرأت وصباً باللمس راحته وأطلقت أرباً من ربقة اللمم

وأحيتِ السنةَ الشهباء دعوته حتى حكت غرة في الأعصر الدهم

بعارضٍ جاد أو خلت البطاح بها سيبٌ من اليم أو سيلٌ من العرمِ



في شرف القرآن ومدحه



مولاي صلي وسلم دائماً أبدا على حبيبك خير الخلق كلهم

دعني ووصفي آيات له ظهرت ظهور نار القرى ليلاً على علم

فالدُّرُّ يزداد حسناً وهو منتظمٌ وليس ينقص قدراً غير منتظم

فما تطاول آمال المديح إلى ما فيه من كرم الأخلاق والشِّيم

آيات حق من الرحمن محدثةٌ قديمةٌ صفة الموصوف بالقدم

لم تقترن بزمانٍ وهي تخبرنا عن المعادِ وعن عادٍ وعن إِرَم

دامت لدينا ففاقت كلَّم عجزةٍ من النبيين إذ جاءت ولم تدمِ

محكّماتٌ فما تبقين من شبهٍ لذى شقاقٍ وما تبغين من حكم

ما حوربت قط إلا عاد من حَرَبٍ أعدى الأعادي إليها ملقي السلمِ

ردَّتْ بلاغتها دعوى معارضها ردَّ الغيور يد الجاني عن الحرم

لها معانٍ كموج البحر في مددٍ وفوق جوهره في الحسن والقيمِ

فما تعدُّ ولا تحصى عجائبها ولا تسام على الإكثار بالسأمِ

قرَّتْ بها عين قاريها فقلت له لقد ظفرت بحبل الله فاعتصم

إن تتلها خيفة ًمن حر نار لظى أطفأت حر لظى من وردها الشم

كأنها الحوض تبيض الوجوه به من العصاة وقد جاؤوه كالحمم

وكالصراط وكالميزان معدلةً فالقسط من غيرها في الناس لم يقم

لا تعجبن لحسودٍ راح ينكرها تجاهلاً وهو عين الحاذق الفهم

قد تنكر العين ضوء الشمس من رمد وينكر الفم طعم الماءِ من سقم



في إسرائه ومعراجه صلى الله عليه وسلم



مولاي صلي وسلم دائماً أبدا على حبيبك خير الخلق كلهم

يا خير من يمم العافون ساحته سعياً وفوق متون الأينق الرسم

ومن هو الآية الكبرى لمعتبرٍ ومن هو النعمةُ العظمى لمغتنم

سريت من حرمٍ ليلاً إلى حرمٍ كما سرى البدر في داجٍ من الظلم

وبت ترقى إلى أن نلت منزلةً من قاب قوسين لم تدرك ولم ترم

وقدمتك جميع الأنبياء بها والرسل تقديم مخدومٍ على خدم

وأنت تخترق السبع الطباق بهم في مركب كنت فيه صاحب العلم

حتى إذا لم تدع شأواً لمستبقٍ من الدنوِّ ولا مرقى لمستنم

خفضت كل مقامٍ بالإضافة إذ نوديت بالرفع مثل المفردِ العلم

كيما تفوز بوصلٍ أي مستترٍ عن العيون وسرٍ أي مكتتم

فحزت كل فخارٍ غير مشتركٍ وجزت كل مقامٍ غير مزدحم

وجل مقدار ما وليت من رتبٍ وعز إدراك ما أوليت من نعمِ

بشرى لنا معشر الإسلام إن لنا من العناية ركناً غير منهدم

لما دعا الله داعينا لطاعته بأكرم الرسل كنا أكرم الأمم



في جهاد النبي صلى الله عليه وسلم



مولاي صلي وسلم دائماً أبدا على حبيبك خير الخلق كلهم

راعت قلوب العدا أنباء بعثته كنبأة أجفلت غفلا من الغنمِ

ما زال يلقاهمُ في كل معتركٍ حتى حكوا بالقنا لحماً على وضم

ودوا الفرار فكادوايغبطون به أشلاءَ شالت مع العقبان والرخم

تمضي الليالي ولايدرون عدتها ما لم تكن من ليالي الأشهر الحُرُم

كأنما الدين ضيفٌ حل ساحتهم بكل قرمٍ إلى لحم العدا قرم

يجر بحر خميسٍ فوق سابحةٍ يرمى بموجٍ من الأبطال ملتطم

من كل منتدب لله محتسبٍ يسطو بمستأصلٍ للكفر مصطلمِ

حتى غدت ملة الإسلام وهي بهم من بعد غربتها موصولة الرحم

مكفولةً أبداً منهم بخير أبٍ وخير بعلٍ فلم تيتم ولم تئمِ

هم الجبال فسل عنهم مصادمهم ماذا رأى منهم في كل مصطدم

وسل حنينا ًوسل بدراً وسل أُحداً فصول حتفٍ لهم أدهى من الوخم

المصدري البيض حمراً بعد ما وردت من العدا كل مسودٍ من اللممِ

والكاتبين بسمر الخط ما تركت أقلامهم حرف جسمٍ غير منعجمِ

شاكي السلاح لهم سيما تميزهم والورد يمتاز بالسيما عن السلم

تهدى إليك رياح النصر نشرهم فتحسب الزهر في الأكمام كل كم

كأنهم في ظهور الخيل نبت رباً من شدة الحَزْمِ لا من شدة الحُزُم

طارت قلوب العدا من بأسهم فرقاً فما تفرق بين الْبَهْمِ وألْبُهُمِ

ومن تكن برسول الله نصرته إن تلقه الأسد فى آجامها تجمِ

ولن ترى من وليٍ غير منتصرٍ به ولا من عدوّ غير منفصم

أحل أمته في حرز ملته كالليث حل مع الأشبال في أجم

كم جدلت كلمات الله من جدلٍ فيه وكم خصم البرهان من خصم

كفاك بالعلم في الأُمِّيِّ معجزةً في الجاهلية والتأديب في اليتم



في التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم



مولاي صلي وسلم دائماً أبدا على حبيبك خير الخلق كلهم

خدمته بمديحٍ استقيل به ذنوب عمرٍ مضى في الشعر والخدم

إذ قلداني ما تخشي عواقبه كأنَّني بهما هديٌ من النعم

أطعت غي الصبا في الحالتين وما حصلت إلا على الآثام والندم

فياخسارة نفسٍ في تجارتها لم تشتر الدين بالدنيا ولمتسم

ومن يبع آجلاً منه بعاجلهِ يَبِنْ له الْغَبْنُ في بيعٍ وفي سلمِ

إن آت ذنباً فما عهدي بمنتقض من النبي ولا حبلي بمنصرم

فإن لي ذمةً منه بتسميتي محمداً وهو أوفى الخلق بالذمم

إن لم يكن في معادي آخذاً بيدى فضلاً وإلا فقل يا زلة القدمِ

حاشاه أن يحرم الراجي مكارمه أو يرجع الجار منه غير محترمِ

ومنذ ألزمت أفكاري مدائحه وجدته لخلاصي خير ملتزم

ولن يفوت الغنى منه يداً تربت إن الحيا ينبت الأزهار في الأكم

ولم أرد زهرة الدنيا التي اقتطفت يدا زهيرٍ بما أثنى على هرمِ



في المناجاة وعرض الحاجات



يا رب بالمصطفى بلغ مقاصدنا واغفر لنا ما مضى يا واسع الكرم

يا أكرم الخلق ما لي من ألوذ به سواك عند حلول الحادث العمم

ولن يضيق رسول الله جاهك بي إذا الكريم تحلَّى باسم منتقم

فإن من جودك الدنيا وضرتها ومن علومك علم اللوح والقلم

يا نفس لا تقنطي من زلةٍ عظمت إن الكبائر في الغفران كاللمم

لعل رحمة ربي حين يقسمها تأتي على حسب العصيان في القسم

يارب واجعل رجائي غير منعكسٍ لديك واجعل حسابي غير منخرم

والطف بعبدك في الدارين إن له صبراً متى تدعه الأهوال ينهزم

وائذن لسحب صلاةٍ منك دائمةٍ على النبي بمنهلٍ ومنسجم

ما رنّحت عذبات البان ريح صبا وأطرب العيس حادي العيس بالنغم

ثم الرضا عن أبي بكرٍ وعن عمرٍ وعن عليٍ وعن عثمان ذي الكرم

والآلِ وَالصَّحْبِ ثمَّ التَّابعينَ فهم أهل التقى والنقا والحلم والكرمِ

يا رب بالمصطفى بلغ مقاصدنا واغفر لنا ما مضى يا واسع الكرم

واغفر إلهي لكل المسلمين بما يتلوه في المسجد الأقصى وفي الحرم

بجاه من بيته في طيبةٍ حرمٌ واسمُهُ قسمٌ من أعظم القسم

وهذه بُردةُ المُختار قد خُتمت والحمد لله في بدء وفي ختم

أبياتها قد أتت ستين مع مائةٍ فرِّج بها كربنا يا واسع الكرم